مراجعة لعبة ELDEN RING NIGHTREIGN

بعد النجاح الساحق الذي حققته Elden Ring عند إطلاقها في 2022، عادت فروم سوفتوير بجزء توسعي ضخم تحت اسم لعبة ELDEN RING NIGHTREIGN ليقدم للاعبين تجربة جديدة مليئة بالتحديات والأسرار في عالم الأراضي البينية. هذه التوسعة لا تكتفي بإضافة محتوى جديد فحسب، بل تعيد تعريف بعض آليات اللعبة الأساسية وتقدم مناطق غير مستكشفة، وأعداءً أكثر شراسة، وقصصًا أعمق.

في هذه المراجعة، سنستعرض تفاصيل Elden Ring: Nightreign، بدءًا من القصة والبيئات الجديدة، وصولًا إلى الميكانيكيات المُحدثة، والأسلحة، والخصوم، لنرى هل تنجح هذه التوسعة في الارتقاء بإرث اللعبة الأصلية أم لا.

القصة والخلفية السردية

تدور أحداث لعبة ELDEN RING NIGHTREIGN في منطقة جديدة تُسمى “مملكة الظل الدامي”، وهي أرض غارقة في ظلام دائم، تحكمها قوى غامضة مرتبطة بـ الليدي نايتريلا، شخصية غامضة تمتلك ارتباطًا وثيقًا بـ ميليكيا، إلهة الإمبراطورية المفقودة.

على عكس القصة الرئيسية في Elden Ring، حيث كان التركيز على الشجر المقدس وصراعات الآلهة، تأخذنا Nightreign إلى عالم أكثر قتامة، يستكشف تاريخ الحروب القديمة بين أتباع الليل وأولئك الذين سعوا إلى طمسه. اللاعب سيكتشف تدريجياً كيف أن هذه المملكة المنسية كانت ذات يوم قوة عظمى، وكيف أن أفولها ترك وراءه وحوشًا متحولة، وأشباحًا غاضبة، وأسرارًا دفينة.

الشخصيات الجديدة

• نايتريلا (Lady Nitrella): حاكمة مملكة الظل، تمتلك قوة التحكم في الظلام وتعتبر الخصم الرئيسي في التوسعة.
• فاريس الظل (Faris the Shade): فارس غامض يقدم للاعب معلومات عن المملكة، لكن دوافعه مشبوهة.
• الراعي الأعمى (The Blind Shepherd): شخصية غريبة تقدم نبوءات مرعبة عن مصير الأراضي البينية.

القصة هنا أكثر تركيزًا على الرعب القوطي والأجواء الكئيبة، مما يمنح اللعبة نكهة مختلفة عن النسخة الأساسية، مع الحفاظ على التعقيد السردي المميز لـ فروم سوفتوير.

البيئات والتصميم العالمي

تقدم Nightreign خمس مناطق رئيسية جديدة، كل منها مصمم بدقة ليعكس طابع “مملكة الظل”:

1. مدينة القمر الدامي (The Bloodmoon Citadel): قلعة شاسعة معلقة في السماء، مليئة بالمصائد والحراس المشؤومين.
2. وادي الأوهام (Valley of Delusions): منطقة مفتوحة تتغير تضاريسها باستمرار، مما يجعل الملاحة فيها تحديًا حقيقيًا.
3. مقبرة الملوك الزائفين (Tomb of the False Kings): أطلال تحت الأرض تحوي أعداءً لا يرحمون وكنوزًا ثمينة.
4. غابة الصرخات (The Screaming Grove): غابة تسكنها كائنات متحولة تصدر أصواتًا مرعبة.
5. قاعة الليدي نايتريلا (Nitrella’s Grand Hall): المعقل الأخير حيث تنتظرك المواجهة الأصعب.

التصميم هنا مذهل بصريًا، حيث يعتمد على ألوان داكنة وإضاءة خافتة لتضفي جوًا من الرعب والغموض. العوالم الجديدة ليست مجرد إضافات سطحية، بل تشعر أنها جزء عضوي من عالم Elden Ring، مع الكثير من الأسرار المخبأة في الزوايا المظلمة.

اللعبة والآليات الجديدة

1. نظام الظل (The Shadow Mechanic)

أبرز إضافة في Nightreign هي نظام الظل، حيث تصبح بعض المناطق أكثر خطورة عندما يغمرها الظلام بالكامل. خلال هذه الفترات:

• تظهر أعداءً فريدين لا يمكن مواجهتهم في النهار.
• بعض المهارات والأسلحة تصبح أكثر فاعلية.
• الرؤية تصبح محدودة، مما يزيد من التحدي.

هذه الآلية تضيف طبقة إستراتيجية جديدة، حيث يمكن للاعب اختيار استكشاف المناطق في الظلام للمكافآت الكبيرة، أو الانتظار حتى يعود النهار لتفادي المخاطر.

2. أسلحة وقدرات جديدة

• شفرة الظل الدامي (Shadowreaper): سيف ذو نطاق طويل يمكنه امتصاص حياة الأعداء.
• مطرقة الحلم المفقود (Dreamcrush Hammer): سلاح ثقيل يسبب ضررًا نفسيًا بالإضافة إلى الضرر الجسدي.
• تعويذة الليل الأبدي (Eternal Night Incantation): سحر قوي يحول المنطقة حولك إلى ظلام دائم لعدة ثوان.

3. أعداء وخصوم جدد

• الظلال المتجولة (The Drifting Shades): أرواح عدوانية تهاجم في جماعات.
• وحش القمر الممزق (The Riven Moonbeast): كيان ضخم يشبه التنين، لكنه مصنوع من ظلام متجمد.
• نايتريلا (المرحلة النهائية): واحدة من أصعب المعارك في سلسلة Souls بأكملها، حيث تتحول إلى كيان شبه إلهي.

التحدي والتوازن

مثل أي لعبة من فروم سوفتوير، فإن Nightreign لا تقدم أي تنازلات في الصعوبة. الأعداء الجدد أذكياء وعدوانيون، والمعارك ضد الزعماء تتطلب تفكيرًا تكتيكيًا أكثر من أي وقت مضى. ومع ذلك، فإن التوسعة تبدو أكثر إنصافًا من Elden Ring الأساسية، حيث أن نقاط الحفظ (Sites of Grace) موزعة بشكل أفضل، مما يقلل من الإحباط الناتج عن الاضطرار إلى تكرار أقسام طويلة بعد الموت.

الأصوات والموسيقى

الموسيقى التصويرية في Nightreign أكثر كآبة من سابقتها، مع ألحان كورالية تعزز الشعور بالرهبة واليأس. أصوات الأعداء الجديدة – خاصة تلك التي تصدر من غابة الصرخات – مرعبة حقًا وتضيف إلى الأجواء العامة.

الإيجابيات

• عوالم جديدة غنية بالتفاصيل والأسرار.
• أعداء وزعماء مبتكرون يقدمون تحديًا مُرضيًا.
• نظام الظل يضيف عمقًا جديدًا للاستكشاف.
• قصة غامضة وجذابة تكمل عالم اللعبة الأساسي.

السلبيات

• بعض المناطق مظلمة جدًا، مما قد يُتعب العينين خلال جلسات اللعب الطويلة.
• صعوبة بعض المعارك قد تكون محبطة للاعبين العاديين.

الخلاصة: هل تستحق Nightreign الشراء؟

بكل تأكيد، Elden Ring: Nightreign هي توسعة رائعة تقدم محتوى يضاهي – بل ويتجاوز في بعض النواحي – اللعبة الأساسية. إذا كنت من محبي Elden Ring، أو من عشاق ألعاب الـ Soulslike عمومًا، فهذه التوسعة ستأسرك لساعات طويلة بفضل عالمها الغامض، وتحدياتها الشرسة، وقصتها العميقة.