القهوة من كُتر الكتابة عنها باخت … فيه حاجات زيادة مدحها لعنة … يارب هَبنا قهوة تشبه حزننا … وادينا حد اصم يسمعنا … وادينا قلب نبوحله مايخوناش … وادينا حضن نروحله فَ يساعنا … صدرك شوارع ذكريات تايهين … والحزن شاعر له هدوءه وحكمته … سألو الكمان يا هل ترى بتحب مين !! ضاق المكان مافضلش غيرها ف رنته … اتنين ف حرب وخرجوا الاتنين مقتولين … وحضنها هربت منه … رجعت حضنته … مين اللي سلِّم للشتا المفتاح !! طعم الحاجات الدافية ف الليل والمطر … زُهدك ف كل الهربانين من جنّتك … البنت كانت حبِّتك ياعبيط … حبِّتها ليه ساعة ماكانت كرهتك … وازاي بتعمل من سجايرك بلونات … وتسيبها تطلع للسما دخان … البنت مشيت … وانت مُت عشان دخنت نفسك فِـ الصحاب سرطان … وعطشت من شُرب السما فِـ البحر … والبحر من كتر الغرق عطشان … فبلاش تفكر كل ماء يرويك … إياك تفكر كل حُضن شاريك … فكرت يوميا فِـ كل الناس …
ونسيت تفكر فِـ اللي فكر فيك … في الليل مساحة اسمها ” الأرشيف ” … كل الاغاني والصور والذكريات … كل الحاجات بتطُل من ذكرى الحاجات … فـ الليل وكل المرتاحين نايمين … هتمر جنبك لحظة تسوى ساعات … أنا كتفي ممكن تلمسه يشوّك غياب … أنا قلبي ممكن تعصره ينزل بنات … لكن لسوء الحظ أو حُسنه … مابقتش عارف أنسى دي بالذات … وكإنها كوردات عمر خيرت … ريحة الشوارع وقت فجرية … كل البنات هي وهي البنات كلهم … وانت اللي بتروحلهم مابيطلعوش هي …
طب ايه يا عم الشتا … انا تحت عيني اتهرى من كُتر ما حنيت … فكرت فيها ضحكت … ضحكت فجأة بكيت … ليه الشوارع كلهم قاصدين … يفكروني باللي مش فاضلين … والقهوة كرسي الاعتراف بالذنب … تشرب تقول كل اللي سابك مين … ليه الشتا والبحر اتنين صحاب أنتيم … طب ليه ف كل البلكونات حكايات … فتّحت عيني جدي غمّض مات … وكبرت بيتنا لم عفشه وهجّ … والدي ماحاجش بس شوفته ” ياحاج ” … وايديه ف خدي ختم نسر كبير … أمي اللي شيلت ف حضنها جناحات … وبقيت ف طيبة كل حضن باطير … وصحابي دفتر خدت صفحة ف مطلعه …
منهم تلاتة توأمين وضمير … شكرا لإن الشتا عرّانا مفضحناش … شكرا لإن الذكريات مماتتش … أكبر دليل عندك انا … أنا لسة أهو مانستش … شكرا لِـ بلّة طين فِـ ديل التوب … شكرا لمطرة تبلّنا ننشف … تعرف يا عم الشتا ولا بلاش تعرف … فِـ مثل هذا الوقت من كل عام بيفوت … باحيا واموت مرات وفِـ كل ما احيا بموت … وعملت منك ذكريات وحنين … والقهوة سادة ووشها مظبوط … وعملت عالم من خيال الوان … وعملت صورة بألف حِس وصوت … وفتحت صدري للغياب شبابيك … دخل الحمام عشش وصارله بيوت … لا البنت راجعة ولا الكلام يكفيك … ولا ضحكي باكي ولا العياط مبسوط.